كتب محرر صحيفة "لو تيليغرام" [ 17 يوليو 2009] تحت عنوان:
" إفتتاح جارف مع حسن موسى":
المعرض المتعدد المواقع المعروف بمعرض " الفن في لابوانت" ظل منذ بدايته محفـّزا للحراك الثقافي في المنطقة. و في هذا المقام فإن معرض 2009 يمثل المحطة المركزية في سلسلة إفتتاحات المعارض الموزعة في كنائس المنطقة [ 11معرضا]. و قد تكشفت التظاهرة عن طبيعتها كحدث ثقافي مميّز في يوم الثلاثاء الرابع عشر من يوليو،حيث قام الرسميون و المنظمون بمخاطبة الجمهور في معرض كنيسة سان ريمون ببلدة" أودييرن".
و رغم أن معرض حسن موسي كائن في كنيسة سان ريمون، كما تكون المنارة بالنسبة لتظاهرة " الفن في لا بوانت"،إلا أن هذا المعرض لم يحز على إعجاب الجميع. فإستجابة لطلب السلطات الكنسية سيسحب أحد الأعمال المعروضة من المعرض و ذلك بدعوى أنه صادم للحساسية الدينية لبعض رواد الكنيسة .و هذا العمل يمثل ـ حسب رؤية الفنان ـ مجموعة من الصور ذات الدلالة بالنسبة لحالة العالم الراهنة.و على وجه الخصوص صورة إمرأة عارية من الظهر، هي في الحقيقة مستنسخة من لوحة فيلاسكيز المعروفة " فينوس في المرآة" ، بينما يظهر بورتريه" بن لادن" في مرآة فينوس.و قد بقيت هذه اللوحة معلقة يوم الإفتتاح فقط.
الأب"غوستي هيرفي" مسؤول عن الفن المقدس في الابرشية و المكلف بالإشراف على معارض الفن المعاصر في الكنائس كان اول المتكلمين في إفتتاح معرض حسن موسى.قال:"هناك عبارتان تلحان على خاطري هما: " فرح" و"إكراه".و عبارة " فرح" تدل على إشعاع تظاهرة " الفن في لا بوانت" التي يتابعها منذ البداية بصفته كعضو في لجنة إختيار الأعمال المعروضة. أما عبارة " إكراه" فهو يقول:" لي مسؤوليتي في إختيار الأعمال كهضو في لجنة الإختيار ، لكني قس في نفس الوقت. و أتمني أن يجهد كل واحد بيننا في تفهّم الأسباب التي تجعله يتوصل لقناعاته الخاصة، و أن يتفهم أن لغيره من الأسباب ما يؤدي بهم نحو قناعاتهم الخاصة المغايرة".
و قد خاطب حسن موسى الحاضرين بدوره و قال: " ليس في نيتي إستفزاز الناس و لكن غرضي هو إستفزاز الفكر للتأمل في الحال المزري للعالم".و الفنان ذو الأصل السودانيو الذي تربى في وسط مسلم قال أنه لا يحس بنفسه غريبا في هذه الكنيسة أو في غيرها و أن ثقافات العالم في في نهاية المطاف "غنائم حرب يتقاسمها الجميع". و أنه شهصيا اختاج لأن يقرأ الكتاب المقدس لكي يفهم تقليد الفن الأوروبي.و قد أشار الفنان للعلاقة بين ما هو فني و ما هو ديني " الفن هو نوع من ديانة جديدة بسبيل الإستقرار في جسم الثقافة المعاصرة". و قد اختتم حديثه بقوله يضرورة تضامن كافة الناس و أنه في غياب التضامن فنحن ننزلق نحو الكارثة.
الكرم و الفطنة الباديان في هذه المداخلات مكنا الجمهور من تفهّم التوتر الناتج من إبتدار الحديث بحادثة سحب أحد أعمال الفنان من المعرض."
LeTélégramme, 17/07/2009